خميس ترنان

Publié le par kawaliste

خميس ترنان
 

ولد الشيخ خميس ترنان بمدينة بنزرت سنة 1894 وبعد أن درس القرآن الكريم دخل المدرسة الابتدائية وتتلمذ على يد الأستاذ عبد الرحمان قيقة الذي يقول عنه انه اشتهر بالعزف على الشبابة ،إحدى أشكال آلة الناي، أثناء الراحة بين الدروس، ثم شارك في المجموعات الصوتية للمدائح (المولدية والقادرية والسلامية ). انتقل إلى العاصمة سنة1917  وأقام بها بعض الحفلات، وقد كانت شهرته في الوسط الفني سبب إنقاذ الملك الناصر باي له من الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي.

ومكث الشيخ الترنان بعد ذلك في العاصمة لينمي حفظه للمالوف عن الشيخ أحمد الطويلي ويتدرب على العزف على العود التونسي ويصبح مزاحما للعوادين المشهورين آنذاك مثل محمد المغيربي ولللو بالششى ومحمد بن عبد السلام وصارت له فرقة خاصة تقيم الحفلات الخاصة والعامة واشتهرت بحفلاتها الاسبوعية بمقهى المرابط بأسواق مدينة تونس التي يؤمها الأدباء والفنانون آنذاك.

سافر عدة مرات إلى ألمانيا مع ثلة من الفنانين منهم محمد العقربي ومحمد التريكي ومحمد القادري وحبيبة مسيكة حيث سجّل عدة اسطوانات للمالوف والتقاسيم والأغاني التونسية والطرابلسية، كما سافر إلى القاهرة سنة 1932 ليشارك ضمن الوفد التونسي في المؤتمر الأول للموسيقى العربية.

وكان الشيخ الترنان أول من حضر دروس الشيخ علي الدرويش الذي جلبه البارون ديرلانجي من الشام فتعلم عنه الترقيم وركز معه المقامات والموشحات الشرقية مما سهل له سبل التلحين.

وفي سنة 1934 كان من ابرز مؤسسي الجمعية الرشيدية للموسيقى وعين بها معلما للغناء وملقنا للمالوف وساهم بها في إنماء التراث الموسيقي العربي فألّف بشرفا في مقام النوى ووزن الشنبر 24/4 ولحن نوبة الخضراء في مقام النهوند  ومجموعة من الموشحات  ( كطاف بالصهباء بدري ) لأحمد خيرالدين  و(من رنة العيدان) للطاهر القصار والقصائد (كيا زهرة غضت وضاع أريجها) لمحمد السعيد الخلصي ومجموعة كبيرة من الأغاني كانت جلها تعتبر شواهد على أصالة المقامات العربية.

فالشيخ خميس ترنان يعتبر المثال الأول لإثبات الروح التونسية في الوسط الفني وبين الشبان ويرجع إليه اكبر نصيب فيما سجل من المالوف سواء عن طريق الكتابة أو بواسطة إذاعات الرشيدية وفرقة الإذاعة، وفي المجموعة التي سجلتها الرشيدية لإذاعة باريس والتي تعتبر من التراث ويلاحظ بروز صوته فيها وهي  تشتمل على  12نوبة مالوف فقد رفع لواء الفن مدة نصف قرن كان المثال الأعلى في الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن.

توفي الشيخ خميس ترنان يوم  1964/10/31 تاركا ذخرا كبير من التراث الموسيقي التونسي.
                                                                                                                      صالح المهدي

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article